responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 186

التفت سهل إلى (إيرنست)، ثم قال: إن الجواب عن هذا يحتاج إلى بسطة من التفصيل قد لا يسمح بها طبيبكم الذي قد يزعجه إطالة جلوسي معكم.

التفتُ إلى صديقي (إيرنست)، فوجدته مستغرقا تمام الاستغراق فيما يقوله سهل.. لذلك ما إن قال سهل ذلك حتى رد (إيرنست) مباشرة.. ومن غير شعور: تفضل.. لا حرج عليك.. فإن لكلامك تأثيرا لم يسبق لي أن رأيت مثله.

ابتسم سهل، وقال: سأذكر لكم عشرة أسباب تجعل المؤمن أحق الناس بالسكينة وأولاهم بها.

قالوا: فما السبب الأول؟

قال: إن أول أسباب السكينة لدى المؤمن هو أنه قد هدى إلى فطرته التي فطره الله عليها.. وهي فطرة متسقة كل الاتساق مع فطرة الوجود الكبير.. فلذلك يعيش المؤمن مع فطرته في سلام ووئام، لا في حرب وخصام.

إن في فطرة الإنسان فراغا لا يملؤه علم ولا ثقافة ولا فلسفة، وإنما يملؤه الإيمان بالله جل وعلا.

فإذا لم يجد الإنسان ربه - وهو أقرب إليه من حبل الوريد - فما أشقى حياته، وما أتعس حظه، وما أخيب سعيه!

إنه لن يجد السعادة، ولن يجد السكينة، ولن يجد الحقيقة.. لن يجد نفسه ذاتها.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال:﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)﴾ (الحشر)

لقد ذكر بعض العلماء ذلك، فقال[1]: (في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله.. وفيه


[1] هذا الكلام لابن القيم في كتابه (مدارج السالكين)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست