بهذا قبل أن تكتشف (الجراثيم) و(الطفليات) العوامل
الممرضة للأوبئة بأكثر من ألف عام.
هذه نماذج فقط على ما جاء به الإسلام من تشريعات تحفظ
الصحة.. وتحمي الإنسان من الوقوع في شباك الأمراض مهما كان نوعها.. وتستطيع حضرة
الدكتور أن تقرأ الشريعة من أولها إلى آخرها، وأنا أتحداك أن تجد فيها حكما شرعيا
واحدا يتنافى مع ما تقرره القواعد الصحية [1].
قالوا: حدثتنا عن الأولى.. فحدثنا عن الثانية؟
قال: الثانية هي ما جاء في الشريعة من الدعوة إلى التداوي.. ووضع
القوانين الكثيرة التي تحفظ التداوي من السقوط في الخرافة والدجل.
أنتم تعلمون أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بعث في بيئة أمية جاهلة اعتمدت في معالجة مرضاها على الرقى والتمائم، وبالغت في
استعمال الكي وتعليق الودع والخرز.
وقد واجه a هذا الواقع
المنحرف، ووضع القواعد الصحيحة للتداوي، ومنع أو نهى عن التعلق بالأوهام والخرافات..
وأول ذلك إخباره a
بحصول الشفاء بإذن الله إذا ما وافق الدواء الداء، ففي الحديث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)[2]
وقال: (تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا
وضع له شفاء إلا داء واحداً، الهرم)[3]
وقال: (ما خلق الله من داء إلا وجعل له شفاء علمه
وجهله من جهله إلا السام، والسام الموت)[4]
[1] هناك بعض الشبهات المرتبطة بهذا
الباب لم نشأ ذكرها هنا مراعاة للاختصار، ولأنها مذكورة بتفصيل في سلسلة (ابتسامة
الأنين)