قال عمير: لقد جاء الإسلام بمنظومة صحية كاملة[1] لا يمكننا في هذا المجلس أن نذكرها.. ولكنا
نعلم – على حسب ما ربانا آباؤنا – أن الإسلام أمر الوالدين وكل من يتولى شؤون الصغار
أن يحرصوا على كل ما يحفظ للأبناء صحتهم.. فلا يمكن الإنسان أن يؤدي الأدوار
العظيمة التي أمر بها الإسلام إلا بصحة وقوة وعافية.
اللطف
بعد أن انتهى الصبي الثاني من حديثه، قام الصبي الثالث، وقال - بشجاعة لا
تقل عن شجاعة أصدقائه-: أنا حسنين .. وهو اسم سماني به والدي ليجمع لي بين الحسنين
حفيدي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحسن والحسين ..
لقد روى المحدثون كيف كان a يعامل حفيديه الحسن والحسين.. ففي الحديث:
خرج علينا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً أو
حسيناً، فتقدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فوضعه، ثم كبَّر للصلاة فصلى، فسجد بين
ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر الرسول a، وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي؛ فلما قضى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الصلاة، قال الناس: (يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا
أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحى إليك)، فقال:(كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني،
فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)[2]
وفي حديث آخر: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يخطبنا إذ جاء
الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من المنبر فحملهما، ووضعهما بين يديه، ثم
[1] سنتحدث عن بعض التفاصيل
المرتبطة بهذا في فصل (المتألمون) من هذه الرسالة.