وقال:( باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة)[1]
وقال:( ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمه الله ليس بينه وبينه
تُرجمان فينظُرُ أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدّم
فينظر ببين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة)[2] أي: أن العبد برحمة الله قد
ينجو من النار ولو تصدق بالقليل ولو كان مقدار (نصف التمرة)
ومن ذلك الإخبار بأن ما تصدق به المؤمن باق عند الله، ولن
يضيع أبدا، بل سيلقاه أحوج ما يكون إليه، قال تعالى :﴿ :﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ
هُمُ الظَّالِمُونَ (254)﴾ (البقرة)، وقال:﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ
هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ
(272)﴾ (البقرة)، وقال :﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)﴾ (البقرة)
وفي الحديث: أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ما بقي منها؟ فقالوا: ما بقي إلا كتفها؟
فقال a :( بقي كلها إلا كتفها)[3] أي أن ما تصدقوا به هو الباقي.
وقال a :(
يقول الإنسان مالي مالي.. وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو
أعطى فأبقى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس)[4]
ومن ذلك الإخبار بمضاعفة الله الجزاء لعبده، فتتضاعف الصدقة
أضعافا مضاعفة، قال
[1] رواه البيهقي، وروى
موقوفا عن أنس وهو الأشبه، كما قال الحافظ المنذري.