قلنا: عرفنا أنواع الإلزامات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية
لتحقيق التكافل بين أفراد الأمة.. فما أنواع التطوعات التي شرعتها؟
قال: نوعان: تطوعات محدودة.. وتطوعات ممدودة.
قلنا: فحدثنا عن الأول.
قال: لقد ورد في النصوص الكثيرة الحث على أن يفيض المؤمن مما
رزقه الله من مال وغيره على كل محتاج..
وقد سلكت هذه النصوص المقدسة كل المسالك التي ترغب النفس في
هذا العمل الصالح.. ومن ذلك وعد المتصدق بتعويض الله في الدنيا قبل الآخرة.. قال
تعالى :﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)﴾ (سبأ)
وفي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :( ما نقصت صدقة من مال)[1]
وقال:( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول
أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا)[2]
وقال:( قال الله تعالى: يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك،
وقال: يمين الله ملأى، سحاء لا يغيضها شيء الليل والنهار)[3]
ومن ذلك الإخبار بغنى الله، وأن الصدقة في الحقيقة لا تنفع
إلا صاحبها، قال تعالى :﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا
يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ