قلنا: عرفنا الركن الأول.. فحدثنا عن الثاني.. حدثنا عن
السلوك.
قال: لا يطيق هذا المجلس الحديث عن تفاصيله.. ولذلك سأكتفي
لكم بمجامعه وأسسه وأركانه.. وهي أربع كالتي سبق.
الدعوة:
قلنا: فحدثنا عن الأول.
قال: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا، فقال :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء)، وقال :﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً
لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (سبأ : 28)، وقال :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ (الأعراف: 158)، وقال :﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ
بَلَغَ ﴾ (الأنعام:19)
ففي هذه الآيات جميعا يخبر الله تعالى أن الدعوة التي جاء
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لتبليغها، وهي دعوة الإسلام،
ليست خاصة بجنس دون جنس أو قوم دون قوم.. بل هي للعالمين جميعا، كما قال a: ( أرسلت إلى الخلق كافة وختم بي
النبيون)[1]
وهي دعوة اجتمعت فيها جميع دعوات الأنبياء وما أنزل عليهم..
ولذلك فإن من أصول عقائد الإسلام أن من كفر بنبي واحد، أو رسول واحد، أو آمن ببعض
وكفر ببعض، فهو كمن كفر بالله وجحده، وقد فرق بين الله ورسله، ولا ينفعه إيمانه
ببقية الرسل ؛ ذلك أن الرسل حملة رسالة واحدة، ودعاة دين واحد، وإن اختلفت
شرائعهم، ومرسلهم واحد، فهم وحدة يبشر المتقدم منهم بالمتأخر، ويصدق المتأخر
المتقدم، قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ
بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ