اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين
على وجه الأرض)
وفي سفر (اللاويين:20/24، 26): (أنا الرب إلهكم الذي ميَّزكم
من الشعوب.. وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب. وقد ميَّزتكم من الشعوب
لتكونوا لي)
ويشكر اليهودي إلهه في كل الصلوات لاختياره الشعب اليهودي..
وحينما يقع الاختيار على أحد المصلين لقراءة التوراة عليه أن يحمد الإله لاختياره
هذا الشعب دون الشعوب الأخرى، ولمنحه التوراة علامة على التميز.
والإله في تصور هؤلاء الذين غذوا بمثل هذه النصوص والشعائر
لا يعدو أن يكون إلها قوميا خاصاً مقصوراً على الشعب اليهودي وحده، بينما نجد أن
للشعوب الأخرى آلهتها (خروج 6/7)
ولذا، نجد أن الشعب ككل، وليس الإنسان ذو الضمير الفردي،
يشهد على وحدانية الإله في صلاة الشماع[1].. وقد قرأت لكم من قبل من
التلمود ما يبين لكم ما يحمله هذا الشعب من عنصرية مقيتة يلبسها لباس الدين.
قلنا: عرفنا تصورات اليهود، فحدثنا عن تصورات المسلمين.
قال: يعتقد المسلمون جميعا أن الله الذي خلق كل شيء هو رب كل
شيء والمتصرف فيه، ولذلك لا يحق لأحد مهما كان أن يتعالى عليه أو يتوهم نفسه أفضل
منه، فالله هو الذي يفضل لا الإنسان..
ففي أول سورة من القرآن يكررها المسلم كل حين يقول الله
تعالى :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (2)﴾ (الفاتحة)، فيعرف المؤمن من
خلالها أن ربه هو رب كل شيء ومليكه، وأنه لا يحق لذلك لأحد أن يفخر على أحد أو
يتيه عليه.