قال: أجل.. فلا يمكن للعدالة أن تقوم من غير المساواة.
قلنا: فما سر اختيارك للمساواة دون غيرها؟
قال: لذلك سببان: أما أولهما، فهو أني في رحلتي للبحث عن
الحقيقة ألهمني الله أن أضع قيدا لها، وهو المساواة.
قلنا: ما علاقة المساواة بالبحث عن الحقيقة؟
قال: لقد قلت لنفسي، أو قالت لي نفسي: إن الله الذي خلق هذا
الكون جميعا بمنتهى الدقة والجمال يستحيل أن يفرق بين شعب وشعب، وبين أمة وأمة..
فما دمنا نتنفس جميعا هواء واحدا، ونعيش حياة واحدة، فيستحيل أن يفرق الله بين عباده،
فيفضل بعضهم على بعض من غير سبب يعود إلى كسبهم.
قلنا: هذا الأول.. فما الثاني؟
قال: لقد رأيت أن الفطر السليمة تعتقد المساواة.. وقد رأيت
بأن الشريعة الحكيمة هي الشريعة التي لا تخالف الفطرة، بل تسلم لها، وتسير وفق
مقتضاها.
قلنا: عرفنا الأسباب التي جعلتك تختار المساواة.. ولكن لم
اخترت الإسلام دون غيره؟
قال: تلك قصة طويلة ورحلة طويلة تقلبت فيها من دين إلى دين..
ومن مذهب إلى مذهب.. وقد رأيت في الأخير في نهاية تلك الرحلة أن الإسلام هو الدين
الوحيد الذي جاء