في القرآن وتقرره وتضع المناهج لتحقيقه.. لن أتحدث لكم عن
تلك المناهج الآن[1].. ولكني سأحدثكم عن تلك
التوجيهات العظيمة التي بثها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في كيان كل مسلم لتحول منه داعية إلى الخير والحق والهدى.
لقد ورد في الحديث ذكر العقوبات التي تصيب الساكتين عن إنكار
المنكر، أو الساكتين عن الأمر بالمعروف، ففي الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم
بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن
يموتوا) [2]
وفي حديث آخر قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ( أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم ؛ إن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا ولا يقرب أجلا وإن الأحبار من
اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله
على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء) [3]
وفي آخر قال: (لا تزال لا إله إلا الله تنفع من قالها وترد
عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخفوا بحقها)، قالوا يا رسول الله وما الاستخفاف
بحقها؟ قال : ( يظهر العمل بمعاصي الله تعالى فلا ينكر ولا يغير)[4]
وفي آخر قال: ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي
قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على
قلبين، على أبيض