قال: قال: لقد بدأ الإسلام رسالته بتحرير العقول من كل
الأوهام والخرافات والتقاليد والعادات التي تسيطر عليها.. فلا تسمح الشريعة
للإنسان أن يؤمن بشيء إلا بعد أن يفكر فيه ويعقله، ولا تبيح له أن يقول مقالاً أو
يفعل فعلاً إلا بعد أن يفكر فيما يقوله ويفعله ويعقله.
فالقرآن يعتمد في إثبات وجود الله، وفي إقناع الناس
بالإسلام، وفي حملهم على الإيمان بالله ورسوله وكتابه اعتماداً أساسياً على
استثارة تفكير الناس وإيقاظ عقولهم.. فهو يدعوهم بكل الوسائل إلى التفكير في خلق
السموات والأرض وفي خلق أنفسهم وفي غير ذلك من المخلوقات، ويدعوهم إلى التفكير
فيما تقع عليه أبصارهم وما تسمعه آذانهم؛ ليصلوا من وراء ذلك كله إلى معرفة
الخالق، وليستطيعوا التمييز بين الحق والباطل.