تَعْلَمُونَ (280)﴾ (البقرة)، وقال a :( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم
القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه)[1]، وحدث a عن رجل من الأمم السابقة كان يتجاوز عن
المعسرين، فقال: (كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه
لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه)[2]
الرخصة:
قلنا: حدثتنا عن التجلي الثالث للرفق في التكاليف الشرعية..
فحدثنا عن التجلي الرابع.
قال: التجلي الرابع هو تلك الرخص الكثيرة المرتبطة بالتكاليف
المختلفة..
قلنا: ما تعني بالرخصة؟
قال: لقد راعت الشريعة الحكيمة أصحاب الأعذار عند تطبيقهم
للأحكام الشرعية.. فلذلك وضعت لهم من الأحكام ما يناسب أحوالهم وأعذراهم.. وقد
أخبر a عن فضل استعمال الرخص الشرعية
لمن صار محلا لها، فقال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته)[3]، وفي رواية: (كما يحب أن تؤتى
عزائمه)[4]
قلنا: فهلا ضربت لنا أمثلة عنها.
قال: من أعظم أمثلة ذلك ما ورد من الترخيص في التلفظ بالكفر
لمن أكره عليه، قال تعالى:﴿ مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ
إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَاكِن مَّن شَرَحَ
بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
﴾ (النحل:106)
وقد ورد في الحديث أن المشركين أخذوا عمار بن ياسر، فلم
يتركوه حتى سب النبي