انظروا التيسيرات الكثيرة التي حف الله بها هذا التكليف..
وانظروا إلى اهتمام القرآن الكريم بعدها ببيان تفاصيلها، مع أنه عادته الاقتصار في
ذكر الأحكام على العلل دون تفاصيل الفروع.
وورد في السنة النص على أن من أفطر خطأً أو ناسيًا فإنه يكمل
صومه، ولا حرج عليه، فإنما أطعمه الله وسقاه، يقول a :( من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه
فإنما أطعمه الله وسقاه)[1]
ومثل ذلك نجده في الحج.. فهو ـ مع كونه ركنا من أركان
الإسلام ـ إلا أنه لا يجب إلا على المستطيع.. ومرة واحدة في العمر.. قال تعالى
:﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلًا ﴾ (البقرة: 185 )
وفي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خطب فقال: ( أيها الناس قد فرض الله
عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم : لو قلت نعم لوجبت ولما
استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم
على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء