قال: لولا أن تلك المشنقة تنتظرني لكنت فصلت لكم الحديث في
هذا تفصيلا.. ولكن بما أنها لا تسمح لي بغير هذا الوقت المختصر.. فسأختصر لكم ما
وجدت.. وفيه دلالة على غيره.
لقد رأيت أن جميع تشريعات الإسلام يمكن تقسيمها إلى قسمين
كبيرين: تكاليف، وتنظيمات.
قلنا: ما الفرق بينهما؟
قال: التكاليف هو تلك الأوامر الإلهية التي ورد النص عليها
ابتداء.. فتجب على كل مكلف، أو تجب على بعض المكلفين، أو تدخل ضمن دائرة المستحبات
التي يستحب أن تفعل.
قلنا: والتنظيمات؟
قال: هي ما عدا التكاليف.. وهي تشمل تنظيم حياة الناس بذكر
ما يباح لهم وما يحظر عليهم..
التكاليف
قلنا: فحدثنا عن تجليات الرفق في التكاليف الشرعية.
قال: سأكتفي بذكر أربع تجليات تكفي لإقناعكم بأن شريعة
الإسلام شريعة رحمة ورفق ويسر.. وأن المراد من التكاليف الشرعية ليس التضييق على
الناس، ولا إيقاعهم في الحرج، وإنما المراد منها تهذيبهم وتربيتهم والسمو بهم
وبمجتمعاتهم.