سخطه وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة، وأيما رجل
أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن
يذيبه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاد ما قال)[1]
وقال:( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في
ملكه، ومن أعان على خصومة لا يعلم أحق أو باطل فهو في سخط الله حتى ينزع، ومن مشى
مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهد فهو كشاهد زور، ومن تحلم كاذبا كلف أن يعقد بين
طرفي شعيرة، وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر)[2]
وقال: ( من أعان ظالما بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة
الله وذمة رسوله، ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام)[3]
قلنا: عرفنا هذا.. فما غيره؟
قال: ألا ترون أن من أكبر أسباب جور القضاة هو ما ينالونه من
منافع بسبب وظيفتهم؟
قلنا: بلى.. فمنها منافع مادية.. ومنها منافع معنوية.
قال: فقد حرمت شريعة العدل الإلهية أن ينال القاضي ومن معه
ممن تولوا هذه المسؤولية الخطيرة أي منافع ما عدا تلك المنافع التي ينالونها كأجر
مرتب على وظيفتهم ..
لقد اعتبرت الشريعة ذلك رشوة.. فحرمته.. وتشددت في تحريمه.
لقد نص على هذه الحرمة قوله تعالى :﴿ وَلا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ
لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة:188)، أي لا تدلوا بأموالكم إلى الحكام ـ أي لا تصانعوهم
بها ولا ترشوهم ـ ليقتطعوا لكم حقاً لغيركم وأنتم تعلمون أنه لا يحل لكم.