وعالج
الحالة الخاصة التي كان عليها بتأخيره حتى يفرغ من بوله، ولو كان في المسجد، لأن
مفسدة قطعه من بوله أعظم من مفسدة ما يفعل..
لذلك بدأ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمعالجة حاله، ونهى أصحابه أن يتعرضوا له، بل منعهم من أن يقطعوا
عليه بوله، فقال: (لا تُزرِمُوه)
ثم ما إن انتهت حاله هذه حتى بدأ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بمعالجة حاله الأصلية، وهي الجهل، فبدأ
يُعلِّمُهُ بكل رِفق، وبكل سهولة، حتى قال الأعرابي قولته المشهورة، التي أضحكت
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا
ترحم معنا أحداً)[1]
وقريب من هذا ما حدث به بعض الصحابة قال: بينا أنا أصلي مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت:
يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي، فجعلوا
يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا
بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: (إن هذه الصلاة
لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)[2]
لقد كان سلوك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع هذا الرجل المبتدئ في الإسلام سببا
لأن يقول هذه الشهادة التي ظلت الأجيال تحفظها :( ما رأيت معلماً قبله ولا بعده
أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني)
القضاء
قال رجل منا: حدثتنا عن نظام الحسبة.. فحدثنا عن النظام
القضائي في الإسلام.