للمستبدين ليحرقونا بنيرانهم.. ثم ننسب ذلك كله لله.
الخليفة:
قلنا: حدثتنا عن الركن الأول من الأركان التي يقوم عليها النظام السياسي الإسلامي.. فحدثنا عن الركن الثاني.
قال: ألا ترون السماء.. وأقمارها وكواكبها ونجومها ومجراتها؟
قلنا: بلى.. وما علاقتها بهذا؟
قال: ألا ترون كيف نظم الله الكون.. فالقمر تابع للكوكب.. والكوكب تابع للنجم.. والنجم سائر مع المجرة يتحرك وفق حركاتها.. فلا يشذ عنها ولا ينحرف.
قلنا: بلى.. فما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
قال: إن الحركات المنتظمة تستدعي نقطة مركزية أو محورا.. ولا يمكن أن تنظم الحركات من دون ذلك.
قلنا: أتقصد أن الركن الثاني هو تلك النقطة المركزية؟
قال: أجل.. فلا يكفي الدستور وحده لأكثر الناس.. فلذلك هم يحتاجون إلى من ينظم حياتهم وحركاتهم.
قال رجل منا: ذلك متفق عليه عند البشر جميعا.. وقد قال الشاعر قديما:
لا يصلح الناس الفوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
والبيت لا يبتني إلا على عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فما ميزة النظام الإسلامي في هذا؟
قال: ميزة الإسلام في هذا أنه وضع القوانين التي تتيح لشخص ما أو لجماعة ما هذه