قلت: إذا لم نسلم لمبادئ
الفكر.. فهذا يغني إلغاء العقل.
قال: العقل في حياة الإنسان لا
حاجة إليه.. بل هو خطر.. والذي يمكن تصوّره عقلياً لا بد أن يكون وهماً لا حقيقة
له.
قلت: هل ترى أن الحياة تسير من
دون عقل؟
قال: لاشك في ذلك..
قلت: فلا وجود لعالم الحقائق
إذن في هذا الوجود؟
قال: كما لا وجود لعالم
الظواهر.. كلاهما عوالم وهمية.
قلت: فما هو الوجود إذن؟
قال: الوجود الحقيقي كلّه ينحصر
في (الصيرورة).. كله بتفاصيله ينحصر في (التغيّر الدائم).. التغير الدائم هو
الحياة.. وهو الطبيعة.. الثلاثة واحد.. والواحد ثلاثة.
قلت: فما هذا التغير الدائم..
وما هذه الصيرورة؟
قال: (الصيرورة) هي الوجود..
وهي الواقع الآني الراهن.. وليس لها غاية تنتهي إليها.. بل هي في نفسها غاية.. وهي
كلّ شيء..ولا شيء وراءها.
قلت: فالمعرفة والوجود الحقيقي
إذن يتنافيان ويتناقضان.
قال: لقد بدأت تفهمني.. فلا
يمكن أن تكون المعرفة الإنسانية مطابقة للحقيقة بحال من الأحوال، إذ هما دائماً
متنافيان متناقضان.
قلت: فما الفضيلة العظمى التي
تحكم الوجود إذن؟
قال: هي القوة.. القوة هي
الفضيلة العظمى التي تجكم الوجود.. بل هي الفضيلة الوحيدة.. ولذلك تراني لا أدعو
إلا إلى القوة.. القوة وحدها دون الرحمة والشفقة هي محور الأخلاق.. ولذلك فأنا
(فيلسوف القوة)