قلت: إن لما تقوله تأثيرا عظيما
في النفس لا يمكن وصفه.
قال: أجل.. إن هذه الحقائق إذا
استقرت في قلب، فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله ؟ وكل شيء لا حقيقة له ولا
وجود - حتى ذلك القلب ذاته - إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى؟ وكل شيء وهم
ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء[1]؟
وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب
ليحيله قطعة من هذه الحقيقة.
الخالق، البارئ،
المصور:
قلت: فزدني من أسماء ربك.
قال: ربي هو الخالق، البارئ،
المصور.. قال تعالى :﴿ هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ
الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ
العَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ (الحشر:24)، وقال :﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾(الأنعام:102)، وقال :﴿ اللَّهُ خَالِقُ
كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ (الزمر:62)، وقال
:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ
خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلا
هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) (فاطر:3 )، وقال :﴿ أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ
لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) (النحل:17)، وقال :﴿ يَخْلُقُ اللَّهُ
مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (النور:45)، وقال :﴿
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (القصص:68)، وقال
:﴿ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ
بِالْبَنِينَ﴾ (الزخرف:16)، وقال
[1]
في ظلال القرآن، سيد قطب.. وقد رددنا على الشبهات المرتبطة بهذا وأمثاله في رسالة
(أكوان الله) من سلسلة (عيون الحقائق) من (رسائل السلام)