فمي حتى سمعت صوتا يردد بصوت جميل هذه الكلمات :﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)﴾ (البقرة)
السلام
كان للصوت من القوة والدفء والحنان ما جعلني أصيح من حيث لا أشعر: هذا هو الإله الذي ظللت طول عمري أبحث عنه.. فدلوني عليه.
أقبل إلي الرجل القارئ، وقال: ها أنذا بين يديك.. ما الذي تطلبه مني؟
قلت بلهفة وحزن: أنا أبحث عن ربي.. لقد ظللت طول عمري أبحث عنه.. ولكني لم أجد في بحثي إلا السراب.
قال لي: وأنا محمد.. جئت من بلاد بعيدة.. وليس لي من دور إلا التبشير بالإله الحقيقي الذي حاول قطاع الطرق أن يحجبوا الخلق عنه.
قلت: فهلم دلني عليه.. فلا يمكن لروحي أن تسمو.. ولا لنفسي أن تطمئن إلا بصحبته.. وإياك وأحاديث اللصوص فقد ملأوني أوهاما.
قال: جل جناب الحق أن يترك اللصوص وحدهم.. وجل جناب الحق أن يترك الدنيا بلا هاد يدل عليه.. إن كرم الكريم ورحمة الرحيم ولطف اللطيف يأبى ذلك.
قلت: أراك تذكر أسماء كثيرة.. فلمن هي؟