قال: الإسلام هو الوحيد الذي
وضع العلاقات التي تحفظ السلام في العالم.
قلت: على ما تتأسس هذه
العلاقات؟
قال: على أربعة أسس: التعارف،
والتدافع، والتعايش، والشهادة.
التعارف:
قلت: فحدثني عن الأساس الأول.
قال: لقد عبر القرآن الكريم عن
هذا الأساس، فقال ـ وهو يقرر الأساس الذي تقوم عليه العلاقات الاجتماعية ـ
:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ (الحجرات:13)
فهذه الآية الكريمة تقرر أن
العلاقة التي ينبغي أن تربط البشر فيما بينهم هي علاقة التآلف المؤسسة على التعارف[1].. وانطلاقا
من هذا، فإن الإسلام لم يعتبر المخالفة في العرق واللون بين البشر في
أيّ شيء، فكلّ الناس عند الله عزّ وجلّ، وفي نظر نظام الإسلام وقانونه، سواسية، لا
فرق بين عربي وأعجمي، وبين تركي وأوروبي، أو بين أسود وأبيض، وبين أصفر وأحمر،
إلاّ بالتقوى التي هي العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى، رجاء رحمته ورضوانه، ومخافة
عصيانه وعقابه..
ولذلك، فإنّ التمييز العنصري
القائم على العرق واللون مما حرّمه الإسلام، واعتبره عصبية جاهلية منتنة.. ففي
الحديث قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم :( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل
على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)[2]..
وقال a :( من قاتل تحت راية
[1]
استفدنا الكثير من المادة العلمية في هذا المطلب من مقال مهم للسيد أحمد إدريس
المشهداني بعنوان (مفهوم التسامح بين الإسلام والغرب)