قال: الإبادة.. القتل.. أو ما
نسميه بلغتنا التي هذبنا بها الجريمة (التطهير)
قلنا: ما تعني؟
قال: لقد ساهمت كل تلك
الأفكار.. المقدسة.. والعلمية.. والفلسفية.. وغيرها، في نزع القداسة عن البشر
كافة، وتحويلهم إلى مادة ليست لها قيمة مطلقة، ولا علاقة لها بأية قيم.
وهذا ما يسر عمليات الإبادة
الضخمة التي سالت فيها دماء كثيرة.. دماء لا يمكن إحصاؤها..
في أمريكا الشمالية.. كانت
العقيدة التطهرية هي عقيدة المستوطنين البيض، فهي أولى الأيديولوجيات الإمبريالية
الإبادية التي كانت تغطيها ديباجات دينية كثيفة.. حيث كان هؤلاء المتطهرون يشيرون
إلى هذا الوطن الجديد باعتباره (صهيون الجديدة) أو (الأرض العذراء) فهي (أرض بلا
شعب)، وكان المستوطنون يشيرون إلى أنفسهم باعتبارهم (عبرانيين)، وللسكان الأصليين
باعتبارهم (كنعانيين) أو (عماليق) وكلها مصطلحات توراتية إبادية، استخدمها معظم
المستوطنين البيض فيما بعد في كل أرجاء العالم.
وكان كل هذا يعني إبادة السكان
الأصليين حتى يمكن للمستوطنين البيض الاستقرار في الأرض الخالية الجديدة..
قلنا: فهل تم بعض هذا؟
قال: بل تم الكثير منه.. لقد
تم إنجاز هذا من خلال القتل المباشر، أو من خلال نقل