ومع ذلك لم يقبلوا إلى أن رأوا
المعجزة التي تدلهم على أنه الحاكم الذي رضيه الله لهم.
ولم يكن الأمر قاصرا على بني
إسرائيل.. فأكثر الأمم واجهت أنبيائها الذين هم أشرف الناس وأقدر الناس على تحمل
مثل هذه المسؤوليات بالتكذيب والاحتقار لسبب بسيط كهذا السبب الذي أورده القرشيون
في رفضهم لمحمد a.. قال تعالى :﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا
سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا
الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)﴾ (الزخرف)
وقد رد الله عليهم هذا المنطق،
فقال :﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ
مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)﴾ (الزخرف)
وللأسف فإن ما حصل للأمم الأخرى
حصل لأمتنا التي أعرضت عن الخلفاء الراشدين الهادين المهديين الذين ارتضاهم الله
لهم، واستبدلت بهم ظلمة وطوغيت وملوكا شوهوا دين الله، وانحرفوا به.
الرعية:
قلنا: حدثتنا عن الأساس
الثاني.. فحدثنا عن الثالث..
قال: لقد سألت صاحبي عنه، فقال:
الرعية.. الرعية هم الذين يتشكل منهم نظام السياسة في الإسلام.
قلت: وفي غير الإسلام.. فلا
يمكن أن يكون هناك نظام من غير رعية.