قال: لأنها كذلك.. إنها
أكبر كذبة يمارسها المستبدون ليلعبوا بها على أذقان شعوبهم.
قلنا: كيف ذلك؟
قال: لذلك قصة طويلة لن
تفهموا آخرها حتى تفهموا أولها.
قلنا: فحدثنا عن أولها.
قال: لا شك أنكم تعرفون
أن أول من مارس الديمقراطية كنظام حكم هم الإغريق في مدينتي أثينا وإسبارطة خلال
القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وذلك بعد تطور سياسي
[1]
مصطلح الديمقراطية يونانى الأصل، ويتكون من شقين : الشق الأول (Demoskratia) وتعنى بالعربية: (الشعب)، والشعب فى لسان العرب : القبيلة
العظيمة، والجمع شعوب.. أما الشق الثانى من الديمقراطية (Demoskratia): فيعنى حكم أو سلطة بمعنى التحكم فى المصير الشخصى، وأحيانا تعنى
مصير الغير.
ومجموع الشقين
يعنى : حكم الشعب، أو سلطة الشعب.
ويلاحظ أن الكلمة
فى النطق العربى لها أقرب إلى أصلها اليونانى مما هو عليه فى اللغات الأوربية
الحية.
ويرى منتسكيو -
وهو من أبرز مفكرى عصر النهضة وممن ساهموا فى إرساء نظرية الديمقراطية- أن
الديمقراطية هى حكم الشعب، أو من يمثلونه وفق قواعد نيابية خاصة، فإذا كان الحكم
فى أيدى فئة من أغنياء الشعب، فتلك هى الأرستقراطية.
ففى الديمقراطية
يستطيع كل شخص وفق قواعد خاصة تمثيل الشعب، أو حكم الشعب باسم الشعب، أما فى حالة
الأرستقراطية فإن الحكم محصور فى طبقة معينة أو عدة طبقات لا يتعداها.. وأحسن شكل
للحكم الأرستقراطى هو ذلك الحكم الذى يقترب من الحكم الديمقراطى.
أما الحكم الملكى
- فى رأى مونتسكيو- فهو الذى يقوم على هيئات تتوسط بين الملك والشعب، وتكون لها
اختصاصات محدودة تحديدا دقيقا يحد من سلطان الملك.
(انظر: د حسن
سعفان، روح القوانين لمونتسيكو، ص 28، وما بعدها، الهيئة المصرية العامة للكتاب،
تراث الإنسانية، 1995م)
[2]
استفدنا هنا من كتاب بعنوان (الديمقراطية) للدكتور صالح الرقيب.