تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ
مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ( (لأنفال: من الآية60)، وقال ذاما من لم يعد للأمر عدته، واعتبه كاذا
في دعواه:﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ
كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ
الْقَاعِدِينَ( (التوبة:46)
ومما يدخل في هذا الباب (ذب
الأخ عن أخيه في غيبته مهما قصد بسوء أو تعرض لعرضه بكلام صريح أو تعريض فحق
الأخوة التشمير في الحماية والنصرة وتبكيت المتعنت وتغليظ القول عليه، والسكوت عن
ذلك موغر للصدر ومنفر للقلب وتقصير في حق الأخوة.. فأخسس بأخ يراك والكلاب تفترسك
وتمزق لحومك وهو ساكت لا تحركه الشفقة والحمية للدفع عنك وتمزيق الأعراض أشد على
النفوس من تمزيق اللحوم ولذلك شبهه الله تعالى بأكل لحوم الميتة فقال:﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ﴾ (الحجرات: من الآية12))[1]
التناصح:
قلنا: فحدثنا عن رابعها.. ذلك
الذي سميته التناصح.
قال: لقد سألت صاحبي عنه، فقال:
هو الركن الرابع من الأركان التي يقوم عليها بنيان المجتمع في
الإسلام، وهو أساسي من حيث أن الإنسان ليس جسدا فقط يحتاج إلى غذاء قد يكفي أمره
التكافل، أو حماية قد يكفي أمرها التناصر، ولكنه روح وعقل يحتاج إلى تعليم وتوجيه
وتربية ونصح، وكل ذلك يستدعي وجود هذا الركن.
يقول الغزالي في بيان الحاجة
إلى هذا الركن:( ومن ذلك التعليم والنصيحة فليس حاجة أخيك إلى العلم بأقل من
حاجته إلى المال، فإن كنت غنياً بالعلم فعليك مؤاساته من فضلك