وكان a يجتث بذرة الخلاف قبل
أن تتنامى.. فعن عبدالله بن عمر قال : هجّرت إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يوما فسمع أصوات رجلين
اختلفا في آية، فخرج رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعرف في وجهه الغضب فقال : (إنما هلك من كان قبلكم
باختلافهم في الكتاب)[2]
التكافل:
قلنا: فحدثنا عن ثانيها.. ذلك
الذي سميته التكافل [3].
قال: لقد سألته عنه، فقال: التكافل
هو إعانة الأخ لأخيه إعانة تخرجه من العوز إلى الغنى.. وهو ركن أساسي لأن حياة
الإنسان لا تقوم إلا بحياة هذا الجسد وصحته، وتوفر ما يلزمه وما يقتضيه بقاؤه،
وذلك كله يقتضي توفر ما يلزم من قوت ومأوى ونحو ذلك.
وهذا الواجب لا يتحقق إلا بتوفر
التربية التي تشعر الفرد بمسؤوليته على الجماعة..
ويشير إلى هذ من القرآن الكريم
قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ
تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (الحشر:9)
ففي هذه الآية إخبار عن الإيثار
الذي تحلى به الأنصار لما قدم المهاجرون إليهم، بعد أن تركوا في بلادهم كل ما يلزم
لنفقتهم، فوجدوا لهم إخوانا لهم اقتسموا معهم زادهم، بل آثروهم على أنفسهم.
وقد حفظت لنا كتب الحديث بعض ما
فعله الأنصار مع المهاجرين، فعن أنَس قال: قال