سألته عن وجه الحصر فيها، فقال:
إن أفراد المجتمع لا يمكن أن يستقيم بغير توفر هذه الأربع:
أما أولها.. وهو الألفة.. فهو
تلك الخصال الطيبة التي تملأ حياة أفراد المجتمع محبة ومودة واستقرارا.. فلا
يسمعون إلا ما يرضيهم، ولا يرون إلا ما يطمئنهم.
وأما ثانيها، فلأنه لا يمكن
لمجتمع أن يعيش السلام وفيه الجائع والعاري..
وأما ثالثها، فلأنه لا يمكن
لمجتمع أن يعيش السلام وفيه المظلوم والمستضعف..
وأما رابعها، فلأنه لا يمكن
لمجتمع أن يعيش السلام وفيه المجرم والمنحرف..
ثم ذكر لي أن القرآن الكتاب
المقدس للمسلمين أشار إلى هذه الأربع.. ففيه عند ذكر الخصال الموجبة للنجاة من
عذاب الله:﴿ فَلَا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا
بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ (البلد:11 ـ 17)
فقوله :﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾ إشارة إلى النصرة، لأن
أعظم نصر للأخ لأخيه أن يفك رقبته من قيد من استعبده.
وقوله:﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ إشارة إلى التناصح بين
المؤمنين، والتآلف بينهم.. فالمرحمة هي أساس الألفة.
التآلف:
قلنا: فحدثنا عن التآلف.
قال: سألته عنه، فقال: تتأسس
الألفة الاجتماعية في الإسلام على أساسين: الرحمة