قال: تدرس الضوابط التي يمكن
للعقول أن تستفيد بها من هذه الفيوضات.
قلت: أرى جموعا كثيرة تلتفت حول
هذه الفيوضات..
قال: وحق لها.. أرأيت لو أن
قادما قدم الأرض من كوكب آخر.. ألا ترى أن الناس سيلتفون حوله يسألونه؟
قلت: بلى.. ذلك صحيح.
قال: فإذا كان هذا القادم يعلم
سر الأزل والأبد.. ويعلم ما سيحل بالأرض والكون والإنسان.
قلت: إن الاهتمام بهذا سيشتد.
قال: فلنفرض أن هذا القادم رجل
رحل من الأرض وسار في الكون، ثم جاء بأخباره.
قلت: الأمر لا يختلف.. ونحن نرى
البشر يصرفون أموالا كثيرة لأجل بعض هذا.
قال: فهؤلاء الذين تراهم يلتفون
حول مصدر النور والهداية يفعلون هذا.. لقد علموا أن الله اختار رجلا هو أفضلهم
وأكملهم لينوب عنهم في هذه الرحلة العظيمة التي تعرف البشر بحقائق الوجود.
الإشراقات الروحية:
سرنا إلى قسم آخر في (أكاديمية
العقل المسلم).. لست أدري كيف خطر على بالي عندما وطئت أول عتبة هذا القسم
(أفلوطين).. سألت صاحبي المدرسي عنه، فقال: هو كغيره فقه أمورا، وغفل عن أمور، أو
اختلطت عليه أمور[1].
[1] هذا بحسب ما وصل إلينا لا
بحسب حقيقة الحال، لأن ما وصل إلينا من تراث المدارس القديمة لا يمكن الجزم
بصحته.. فقد يكون التحريف أو الدس قد دخله.