لست أدري كيف جذبني بعضهم جذبا
شديدا، وقال: كيف تقول هذا.. إن ما تقوله يخالف جميع الحقائق، وجميع الأدلة.
قلت: من أنت؟
قال: أنا رجال كثيرون كلهم
يشهدون بأن المنهج التجريبي أعمق وأخطر من أن يختص بمن ذكرت.. فالتجربة في الأمور
الخاضعة للتجربة فطرة أصلية في العقل الإنساني، والإنسان يلجأ إليها بشكل تلقائي
إذا أمكنه ذلك ليتأكد من صحة أحكامه، أو ليختبر بعض القضايا، وربما يفعل ذلك دون
الاعتماد على قـواعد معينة لذلك.. لقد قال كلود برنارد يؤكد هذا :( إنني أعتقد أن
كبار المجربين قد ظهروا قبل أن توجد القواعد العـامة لفن التجريب، ومن ثم يبدو لي
أنه لا يحق لأحد أن يقول في حديثه عن بيكون إنه اخترع المنهج التجريبي، ذلك المنهج
الذي استخدمه جاليلو وتورشيلي على نحو جدير بالإعجاب عجز عنه بيكون)[1]
وقالت زيغريد هونكه :( إن
الإغريق تقيدوا دائماً بسيطرة الآراء النظرية، ولم يبدأ البحث العلمي القائم على
الملاحظة والتجربة إلا عند العرب)[2]..
وقالت:( لم يكن مستوى روجر بيكون العلمي في الكيمياء أرفع من معاصريه ألا أنه رأى
في التجربة التي أخذها عن العرب السبيل الحقيقي للوصول إلى نتائج حاسمة في العلوم
الطبيعية وخاصة في الكيمياء، وهكذا كان روجر علماً متوهجـاً سطع في سماء القرون
الوسطى المظلمة وفي حناياه روح الشاعر الأندلسي ابن الخطيب الذي قال : مبـدئيـاً
يجب أن يكـون كـل برهـان متـوارث قـابلاً للتعـديل إذا مـا اتضـح لحواسنا عكسه)
وقد اضطر (فون كريمر) للاعتراف
بدور المسلمين في حقل المعرفـة التجريبية[3]،