قلت: أكاديمية العقل المسلم!؟..
لم أسمع بها من قبل.
قال: هي أكاديمية أسسها محمد
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. ولكن الإعلام في جميع فترات التاريخ بذل كل جهده ليهيل تراب
النسيان عليها، فلا يبصرها أحد.. فلذلك تراهم يمرون على كل الأكاديميات عداها.
قلت: صدقت.. لقد كتب لي أن
أتتلمذ على الكثير من العقول، وفي الكثير من الأكاديميات.. لكني لم أسمع أحدا منهم
يذكرها.
قال: سر معي إليها.. وسترى فيها
ما يرضيك.. أنا متيقن تماما.
قلت: ما الذي جعلك تتيقن؟
قال: لقد مر علي الكثير من
أمثالك.. وهم الآن بحمد الله أساتذة في هذه الأكاديمية.
المدارك الحسية:
سرنا إلى أول قسم في (أكاديمية
العقل المسلم).. وكان اسمه (المدارك الحسية).. سألت المدرسي عنه، فقال: في هذا
القسم يتعلم الطلبة كيف يستفيدون من مداركهم الحسية في تغذية عقولهم بالمعارف.
قوة الحس:
قلت: ألا ترى أن الحس أضعف من
أن أصل به إلى الحقائق؟
قال: لا.. بل الحس هو أول
المدارك التي نصل بها إلى الحقائق، ولهذا فإن القرآن الكريم يحث على استعماله.. لا
لنقف عنده، وإنما لنعبر منه إلى غيره.
اسمع إليه، وهو يقول موجها
العتاب الشديد للذين لم يستعملوا مداركهم في العبور بها إلى الحقائق :﴿ قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا
تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ
سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ