أولها.. أن ترفض أفكار السابقين
إذا خالفت العلم.. إذ أن اتباع الآخرين في العلم يشبه الأعمى الذي يقوده العميان..
ولهذا، فكلما كان واضحا عند النفس وضوحا شديدا كان معلوما، حتى ولو لم يكن واضحا
عند القدماء.
وثانيها.. يجب ألا تتسرع في
الحكم بشيء.
وثالثها.. يجب التخلص من
الأهواء الداخلية.. فكما أن أفكار القدماء تأسر قلب المتعلم حتى يكاد لا يبصر
الحقائق، كذلك أهواء النفس قد تأسر القلب ولا تدعه يكتشف الحقائق.
ورابعها.. اجعل وجدانك حكما على
الأشياء، بحيث لا تقبل أي شيء إلا إذا كان واضحا ماثلا أمام وجدانك تماما.
قلت: عرفت أولها.. فما ثانيها؟
قال: التحليل.
قلت: ما تريد به؟
قال: بما أن علم الإنسان أوضح
بالبسائط منه بالمركبات، فلا بد أن تحلل الحقيقة إلى أكبر قدر ممكن من البسائط..
فالمسائل كما تعلم قد يتضح جزء منها ولا يتضح جزء آخر.. ولذلك فإن التحليل هو الذي
ينقذ الفكر من من التردد، ويضع لكل جزء من المسألة ما يناسبه، دون اختلاطه بالجزء
الآخر.
قلت: فما ثالثها؟
قال: التدرج..
قلت: ما تريد بالتدرج؟
قال: بما أن التحليل يؤدي إلى
تعقيد الروابط بين الأجزاء.. فإن ترتيب الفكر والتدرج في البحث عن الواقع الأبسط
فالأبسط هو الذي يحمي التحليل من ذلك.