قال: أجل.. جهة إلى الله
تستدعي التسليم له ومحبته وطاعته المطلقة، وجهة إلى الخق تستدعي التعامل معهم وفق
ما يقتضيه العدل والرحمة، وقد ذكر القرآن الجهة الثانية، فقال عن داود:﴿ يَا
دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ
الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا
يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ (صّ:26)
قلت: لقد كان داود حاكما، وليس
كل الناس كذلك؟
قال: كل إنسان له حكم يرتبط
به.. لقد ذكر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذلك فقال:« كلكم مسئول
عن رعيته، فالامام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته
والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو
مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم
مسؤول عن رعيته »[1]
العبودية:
قلت: وعيت كل هذا.. وأدركت مدى
تناسقه.. لكني لم أفهم إلى الآن الغاية العليا للإنسان.
قال: لقد عبر القرآن الكريم عن
هذه الغاية، فقال :﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ ﴾ (الذريات:56)
قلت: فما العبودية؟
قال: هي استعمال كل اللطائف في
التوجه إلى الله ومعرفته ومحبته..