قال: حتى لا يسيطر الحب الأدنى على الإنسان، فيشغله عن الحب الأعلى.
الخلافة:
قلت: أهناك لطائف أخرى للإنسان؟
قال: أجل.. هناك لطائف كثيرة.. وهي تبرز كل حين.. إن روح الإنسان منجم ضخم.. ولكنه لا يبرز لآلئه وأصدافه إلا لمن صدق في البحث عنها.
قلت: فما البحر الذي يغوصه الإنسان حتى يخرج لآلئ روحه؟
قال: الخلافة.
قلت: ما الخلافة؟.. وما علاقتها بإبراز القدرات؟
قال: روح الإنسان بطاقاتها جميعا مثل البذرة التي توضع في التربة.. فهل يكفيها أن توضع، ثم لا تتعهد بالسقي؟
قلت: إنها بذلك لن تنتج شيئا.. ستبقى بذرة وتموت بذرة.
قال: فالسقي هو الذي يخرج ما تختزنه من الطاقات؟
قلت: أجل.. بالسقي والتعهد تصنع تلك البذرة جذورا راسخة في الأرض.. وهامة عالية في السماء.. وفوق ذلك قد تعطينا من الثمار ما نظل ننعم به.
قال: فهكذا روح الإنسان.. هي بذرة.. وتبقى بذرة إن لم تتعهد بالسقي.
قلت: فما السقي الذي يؤهلها للبروز؟
قال: أصناف الاختبارات والابتلاءات التي يواجه بها الإنسان.. فتبرز من طاقاته في مواجهتها ما يبين أصل بذرته.. هل هي بذرة طيبة أم بذرة خبيثة..
قلت: فما الخلافة؟
قال: هذه هي الخلافة.. إنها السلوك الذي يمارسه الإنسان تجاه ما يواجه به من أنواع