وفي حديث آخر عن حنش بن عقيل، قال: دعاني
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم الى الاسلام، فأسلمت، فسقاني
فضلة سويق، فما زلت أجد ريها إذا عطشت، وشبعتها إذا جعت[1].
ومما يروى في هذا ما حدث به جمع من أصحاب
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ـ فيهم أبو أسيد وأبو حميد وأبو
سهل بن سعد ـ فقالوا: أتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بئر بضاعة، فتوضأ في الدلو، ورده في البئر، ومج مرة أخرى في الدلو،
وبصق فيها وشرب من مائها، وكان إذا مرض المريض في عهده يقول: (اغسلوه من ماء بضاعة)،
فيغسل، فكأنما حل من عقال[2].
ومن ذلك ما يروى عن حنظلة بن قيس أن عبد
الله بن عامر بن كريز أتي به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فتفل عليه وعوده، فجعل يتسرع ريق النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (إنه ليشفى)، وكان لا يعالج أرضا
الا ظهر له فيها الماء[3].
ومن ذلك ما روي عن ثابت بن قيس بن شماس
أنه فارق جميلة بنت عبد الله بن أبي، وهي حامل بمحمد، فلما ولدته حلفت لا تلبنه من
لبنها، فدعا به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فبزق في فيه، وحنكه بتمرة عجوة، وسماه محمدا، وقال: اختلف به، فان الله رازقه،
فأتيته في اليوم الأول والثاني والثالث، فإذا أنا بامرأة من العرب، تسأل عن ثابت
بن قيس بن شماس، فقلت: ما تريدين منه؟ فقالت: رأيت أني أرضع ابنا له، يقال له:
محمد، قال: فأنا ثابت، وهذا ابني محمد، قال: وإذا درعها ينعصر من لبنها[4].
ومن ذلك ما روي عن أبي قتادة أن رسول
الله a بصق على أثر سهم في وجهه في يوم