وكل هذا بعض بركاته a المرتبطة بما نحن فيه.. أما بركاته
المرتبطة بالجوانب الأخرى، فلا عد لها ولا حصر.
الصحبة المباركة
قال رجل من الجمع: فابدأ حديثك البركات
التي تنزلت على من صاحب محمد، أو لقيه، أو عاش معه.
بركاته على أهل بيته:
عبد القادر: لقد كان أعظم من تشرف
ببركاته a من عاش a في كفالتهم، أو عاشوا في كفالته،
وسأحدثكم عن بعض ما روي من ذلك..
أول ما ظهر من بركاته a في هذا الباب ـ على حسب ما ذكرت
الروايات الكثيرة التي لا تقل عن الروايات التي نقل بها الكتاب المقدس ـ هو ما
ذكرته مرضعته حليمة السعدية.
والتي نقل عنها الرواة ذكرها لخبرها مع
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وبركاته عليها وعلى أهلها،
فقد ذكرت أنها خرجت من بلدها مع زوجها، وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد بن
بكر، تلتمس الرضعاء قالت: وذلك في سنة شهباء، لم تبق لنا شيئا.
فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا،
والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع
ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغديه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج.
فخرجت على أتاني تلك، فلقد أدمت بالركب
حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد
عرض عليها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
قيل لها: إنه يتيم، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم
وما عسى أن تصنع أمه وجده