في اليوم الثاني.. جاءني بولس
صباحا، وأخبرني أننا مدعوان لوجبة غذاء مفتوحة عند بعض الوجهاء من مسيحيي المنطقة،
وأخبرني كيف سيستغل الموقف ليبشر ببركات المسيح، والتي ستجر الحاضرين إلى المسيح،
وبعده إلى الكنيسة.
ذهبنا إلى تلك الوجبة التي أقيمت في ساحة
عامة، وقد حضرها جمع كبير من فقراء المسلمين.. وقد لمحت من بينهم عبد القادر وعبد
الحكيم، وكأنهما علما بالدعوة الموجهة إلينا، وبما عزم بولس أن يقوله ذلك اليوم.
بعد انتهاء الغذاء، وقف أجير بولس، والذي
حفظ كل ما يقوله في هذه المواقف، وقال: أيها الجمع المبارك.. لقد شرفنا اليوم رجل
تقي من رجال الله بالجلوس معنا، وبالأكل من الطعام الذي أكلنا منه.. ولذلك فإنه من
دواعي سرورنا أن يحدثنا ـ في هذه المناسبة ـ عن البركات التي ارتبطت بأعظم
المباركين في الأرض، وما فتح عليهم من خزائن البركات.. ليكون ذلك مفتاحا لنا نفتح
به أبواب بركات الله.
وقف بولس، وقال: أيها الجمع المبارك، لقد
طلب مني هذا الرجل الفاضل أن أحدثكم عن البركات.. وما كان لهذا العبد الضعيف أن
يتأخر عن هذا الطلب..
ولذلك أبادر، فأقول لكم: هيا نبحث جميعا
عن هذا المبارك العظيم الذي امتلأ بالبركات، وملأ ما حوله بالبركات..
ولنيسر البحث عنه أسألكم: ما تقولون فيمن
يشبع أكثر من خمسة آلاف رجلٍ مع من معهم من أطفال ونساء بخمسة خبزات وسمكتين؟
تعجب الجميع، وقال بعضهم لبعض: هل يمكن
هذا.. إن هذا لغريب!؟
بولس: نعم هو غريب.. هو في غاية
الغرابة.. ولكنه عند المسيح بسيط غاية البساطة.