ومن هذا النوع من الخطايا الشرك بالله
باعتباره أساس كل الانحرافات، فالله تعالى يقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾ (النساء:48)
ومن هذا النوع الظلم والتعدي وسفك الدم
بغير حق، كما قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾ (النساء:93)
ومن الخطايا ما هو دون ذلك بكثير، فيكفر
بأسباب كثيرة وضعها الشرع لتطهر القلب من أوزار الغفلة والمعصية.
الشفاعة:
قام مستأجر بولس، وقال: والشفاعة.. لا
أراك تتحدث عنها.
عبد القادر: الشفاعة التي وردت بها
نصوصنا المقدسة نوعان:
أولها ما يسمى بالشفاعة العظمى، وهي
الشفاعة في ذلك الموقف العظيم الذي يقفه العباد ينتظرون أن يحاسبوا على أعمالهم،
ويجازوا عليها.
فقد أخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن قصة تلك الشفاعة في حديث طويل، فقال:
(أنا سيّد النّاس يوم القيـامة، وهـل تدرون ممّ ذلك؟ يجمع الله النّـاس الأوّلـين
والآخرين في صعيـد واحد يسـمعهم الدّاعي وينفـذهم البصر، وتدنو الشّمس، فيبلغ
النّاس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول النّاس: ألا ترون ما قد
بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض النّاس لبعض: عليكم بآدم.
فيأتون آدم عليه السّلام فيقولون له: أنت أبوالبشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من
روحه، وأمر المـلائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا
ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيـقول آدم: إنّ ربّي قد غضب اليـوم غضبـًا لم يغضب قبله
مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنّه قد نهاني عن الشّجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي