آخرون، وصرت رجلا كبيرا، فإذا مثل ذلك
الصياح بعينة: يا أهل يثرب قد خرج محمد، وتنبأ وجاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي
موسى عليه الصلاة والسلام.
فلم أنشب أن سمعت أن بمكة رجلا خرج يدعي
النبوة، وخرج من قومنا وتأخر وأسلم فتيان منا أحداث ولم يقض لي أن أسلم، حتى قدم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة[1].
وعن حسان بن ثابت قال: إنى لغلام يفعة
ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل ما رأيت وسمعت، إذا بيهودي في يثرب يصرخ ذات غداة: يا
معشر يهود، فاجتمعوا إليه ـ وأنا أسمع ـ فقالوا: ويلك مالك؟ قال: قد طلع نجم أحمد
الذى يولد به في هذه الليلة[2].
و عن مالك بن سنان قال: جئت بنى عبد
الاشهل يوما لأتحدث فيهم، ونحن يومئذ في هدنة من الحرب، فسمعت يوشع اليهودي يقول:
أظل خروج نبى يقال له أحمد يخرج من الحرم.
فقال له خليفة بن ثعلبة الاشهلى،
كالمستهزئ به: ما صفته؟ فقال رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، في عينيه حمرة، يلبس
الشملة ويركب الحمار، سيفه على عاتقه وهذا البلد مهاجره.
قال: فرجعت إلى قومي بنى خدرة وأنا يومئذ
أتعجب مما يقول يوشع، فأسمع رجلا منا يقول: ويوشع يقول هذا وحده!؟ كل يهود يثرب
يقولون هذا.
قال أبى مالك بن سنان: فخرجت حتى جئت بنى
قريظة فأجد جمعا، فتذاكروا النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال الزبير بن باطا: قد طلع الكوكب الأحمر الذى لم يطلع إلا لخروج
نبى أو ظهوره، ولم يبق أحد إلا أحمد، وهذا مهاجره.
قال أبو سعيد: فلما قدم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبره أبى هذا الخبر، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لو أسلم