السيف من يده، وأخذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم السيف وقال: (من يمنعك مني؟) قال: كن
خيرا آخذ، فخلى سبيله فأتى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس [1].
ومنهم شيبة بن عثمان، فعن عكرمة قال: قال
عثمان بن شيبة لما غزا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حنينا فذكرت أبي وعمي، وقتل علي وحمزة اياهما، فقلت: اليوم أدرك
ثأري من محمد، فجئته من خلفه فدنوت منه حتى لم يبق الا أن أسوره بالسيف إذ دفع لي
شواظ من نار بيني وبينه كأنه البرق، فنكصت القهقرى، فالتفت الي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: (يا شيبة، ادن مني)، فوضع يده على
صدري، واستخرج الله الشيطان من قلبي، فرفعت إليه بصري، وهو أحب الي من سمعي وبصري[2].
ومنهم نفر من المنافقين أرادوا الفتك به a، فعن حذيفة في قوله تعالى:﴿
وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾ (التوبة: 74) أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم رجع قافلا من تبوك الى المدينة، حتى إذا
كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ناس
من أصحابه، فتآمروا عليه أن يطرحوه في عقبة في الطريق، فلما هموا وبلغوا العقبة
أرادوا أن يسلكوها معه، فلما غشيهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أخبر خبرهم، قال: (من شاء منكم أن يأخذ
ببطن الوادي فإنه أوسع لكم)، وأخذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العقبة، وأخذ الناس ببطن الوادي إلا
النفر الذين مكروا برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما
سمعوا ذلك استعدوا وتلثموا وقد هموا بأمر عظيم.
وأمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حذيفة بن اليمان، وعمار بن ياسر، فمشيا
معه مشيا، وأمر عمارا أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة أن يسوقها، فبينما هم
يسيرون إذ سمعوا بالقوم من ورائهم، قد غشوهم، فغضب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأمر حذيفة أن يردهم، وأبصر حذيفة غضب
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
[1] رواه البخاري ومسلم وابن اسحاق وابو نعيم
والحاكم والبيهقي.