فوجئنا بصوت عبد القادر، وهو يقول للجمع:
لاشك أنكم تناضلون لأجل قضية تريدون الثبات عليها.
قالوا: أجل..
عبد القادر: وتريدون أن تجدوا نموذجا
تحقق فيه الثبات في أعلى درجاته، بحيث صار معجزة في ثباته؟
قالوا: أجل.. نريد أن نجد المثال الذي
نملأ به قلوبنا وعقولنا.
هنا تدخل مستأجر بولس، وقال: لقد أعطانا
هذا الراهب الفاضل أعظم مثال.. ونحن نكتفي به.. فمعجزة الثبات لم تتحقق إلا في
المسيح.
عبد القادر: إن معجزة الثبات تحققت في
جميع رسل الله.. تحققت في إبراهيم وإسماعيل وموسى والمسيح ومحمد.
مستأجر بولس: ولكن.. ليس هناك من قدم
للصلب كما قدم للمسيح.
عبد القادر: إن الثبات لا يبرزه الصلب
وحده..
لقد ذكر الله تعالى ثبات إسماعيل u عندما أوحي لأبيه إبراهيم u بأن يذبحه، قال تعالى:﴿ وَقَالَ
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ
(100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ
مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ
اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ
(106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي
الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ (110)﴾(الصافات)
وذكر الله تعالى ثبات إبراهيم u أمام تهديد أبيه عندما هدده
بقوله:﴿ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً﴾ (مريم: 46)