ففي الحديث عن أبي طلحة وغيره
من الصحابة: فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى وتبعه
أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفا البئر، وكان ذلك
ليلا، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان،
ويا فلان بن فلان، وفي رواية: (يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن
ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ هل وجدتم ما وعد الله
ورسوله حقا، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا، بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم،
كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس، فجزاكم
الله عني من عصابة شرا، خونتموني أمينا، وكذبتموني صادقا)
فقال عمر: يا رسول الله،
أتناديهم بعد ثلاث، كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ ـ وفي لفظ: كيف يسمعون أو أنى
يجيبون وقد جيفوا؟ ـ فقال a: (ما
أنتم بأسمع لما أقول منهم، إنهم الآن يسمعون ما أقول لهم، غير أنهم لا يستطيعون أن
يردوا علينا شيئا)[1]
قال قتادة: أحياهم الله تعالى
حتى أسمعهم قوله، توبيخا لهم، وتصغيرا ونقمة وحسرة وندامة.
وفي حديث آخر عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال يوم تبوك: (لا يخرجن أحد منكم الا ومعه
صاحب له)، ففعل الناس ما أمرهم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم به إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته،
وخرج الآخر في طلب بعير له، فأما الذي خرج لحاجته فانه خنق على مذهبه - أي موضعه -
ثم دعا له a فشفي[2].