أحر من الجمر في انتظار ذلك النبي
الموعود الذي بشرت به الأنبياء.
قالوا: فكيف عرفوا أنه سيبعث في ذلك
الزمان؟
عبد القادر: لقد ذكر الكتاب المقدس
الكثير من العلامات المرتبطة بهذا النبي، والزمن الذي سيولد فيه، والمكان الذي
سيخرج منه[1]، والذي حرف أكثره بعد أن
أرسل الله رسوله.
قالوا: من فعل ذلك، ولم؟
عبد القادر: فعله من وكله الله بحفظ
كتابه، وفعلوه ليصرفوا النبوة عن محمد a بغيا وحسدا.. لقد ذكر القرآن الكريم هذا، فقال:﴿ وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ
قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا
كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة:89)
فهذه الآية الكريمة تخبر عن
ذلك الانتظار الطويل الذي عاناه أهل الكتاب، وهم يبشرون الناس بمحمد a.
قالوا: فحدثنا عن ذلك.
انتظار طويل:
عبد القادر: لقد رويت الروايات الكثيرة
الدالة على ذلك.. وسأذكر لكم منها ما يبين لكم الجو العام الذي كان يمهد لمجيئ
محمد a.
حدث عاصم بن عمر بن قتادة قال: حدثنا
أشياخ شتى قالوا: لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم منا، كان معنا يهود، وكانوا أهل كتاب
وكنا أهل وثن، وكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا: إن نبيا مبعوثا الآن قد أظل
زمانه نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
فلما بعث الله تعالى رسوله a اتبعناه وكفروا به، ففيهم أنزل الله
تعالى:﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ