ساحر ـ وكان أنيس أحد الشعراء ـ قال أنيس:
لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر[1] فما يلتئم على لسان أحدٍ أنه
شعر، والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون)[2]
وقدم جُبير بن مُطْعِم إلى المدينة قبل
إسلامه في فداء أُسارى بدر فسمع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور، قال: (فكأنما صدع قلبي حين سمعت
القرآن)[3]، وفي رواية: (وذلك أول ما وقر
الإيمان في قلبي)
فهؤلاء من قريش أفصح العرب يشهدون ببلاغة
القرآن وفصاحته من خلال تأثرهم به.
ولم يقتصر الأمر على قريش أو غيرهم من
العرب، بل إن كل من تعرف على العربية، أو تذوق أدبها يحكم للقرآن الكريم بالإعجاز
في هذا الجانب، ولهذا لم يؤلف في إعجاز القرآني النظمي أو البلاغي إلا الأدباء
الفحول.
بالإضافة إلى هذا، فهناك آلاف من
الشهادات لهذا القرآن من ناس لم يعرفوا العربية، ولم يدخلوا الإسلام، لكنهم يشعرون
أن القرآن أعظم من أن يكون كلام بشر:
يقول المستشرق
آرثر آدبري: (عندما أستمع إلى القرآن يتلى بالعربية، فكأنما أستمع إلى نبضات قلبي)[4]
ويقول
غوته: (إن أسلوب القرآن محكم سام مثير للدهشة … فالقرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد
هذا كما يعتقده كل مسلم … وأنا كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي)