الرجل:ما دام موعد الساعة مجهولا، فما
علاماتها؟.. لقد ذكرت أن للساعة علامات؟
عبد القادر: أجل.. وقد وردت
بتلك العلامات النصوص، وهي من النبوءات الغيبية التي لا شك في أنها ستحصل، فلم
تعودنا النصوص المقدسة إلا على الصدق.
لقد أشار القرآن الكريم إلى
أن علامات الساعة قد بدأت، فقال تعالى:﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ
أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا
جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ (محمد: 18)
وهذا المعنى ورد في آيات أخرى كثيرة، فقد قال
تعالى:﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ (القمر: 1)،
وقال:﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (النحل:1)،
وقال:﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾
(الانبياء:1)
بل إنه ورد في الأحاديث ما يدل على أن بعثة رسول
الله a من أشراط الساعة؛ لأنه خاتم الرسل الذي أكمل
الله به الدين، وأقام به الحجة على العالمين.
وقد ورد في الحديث: أن رسول الله
a قال بأصبعيه هكذا، بالوسطى
والتي تليها: (بعثت أنا والساعة كهاتين)[1]
هنا انتفض بولس، وكأنه وجد
غنيمته، فقال: اسمعوا يا قوم لما يقول هذا الرجل.. أليست هذه نبوءة كاذبة!؟.. إن
روائح الكذب المنتنة تفوح منها.. لقد مر على محمد أكثر من ألف وأربعمائة سنة، ومع
ذلك لم تقم القيامة، فكيف بالمدة القصيرة التي ذكرها؟
نهض عبد الحكيم، وقال: أتعلم كم
عمر الكون؟
قال رجل من الجمع: لقد علم ذلك، فقد توصلت وكالة
الفضاء الأمريكية ناسا