ومعنى هذا الحديث أن الأمانة تزول
عن القلوب شيئا فشيئا، فإذا زال أول جزء منها، زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت وهو
اعتراض لون مخالف للون الذي قبله، فإذا زال شئ آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا
يكاد يزول الا بعد مدة، وهذه الظلمة فوق التي قبلها.
ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه
في القلب وخروجه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة اياه بجمر يدحرجه على رجله حتى
يؤثر فيها، ثم يزول الجمر ويبقى التنقط وأخذه الحصاة ودحرجته اياها أراد بها زيادة
البيان وايضاح المذكور.
وفي حديث آخر: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أول ما تفقدون من دينكم الأمانة)[2]
وفي حديث آخر: (أول ما يرفع من
الناس الأمانة، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة، ورب مصل لا خلاق له عند الله)[3]
رفع الحياء:
ومن مظاهر الانحراف الخلقي رفع
الحياء الذي جمع بينه a
وبين رفع الأمانة، فقال: (أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة)[4]
التبرج:
ومنها
التبرج الذي وصفه a
بقوله: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط