وقد أخبر a عما يفتح من بلاد على سبيل الإجمال
مرتبا كل ذلك بحسب حصوله، فقال: (تفتح اليمن، فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم
ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام فيأتي قوم فيبسون
فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق
فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)[1]
وقد فصل a بعض ما يحصل من ذلك، ففي حديث عبد الله
بن حوالة، قال: كنا عند رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء، فقال: (أبشروا، فوالله لأنا
بكثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله
أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير، وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جندا بالشام، وجندا
بالعراق، وجندا باليمن، وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها)، قال ابن حوالة: قلت: يا
رسول الله، ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون؟ قال: (والله ليفتحنها الله
عليكم، وليستخلفنكم فيها حتى تظل العصابة البيض منكم قمصهم الملحمة أقفاؤهم قياما
على الرويجل الأسود منكم المحلوق، ما أمرهم من شيء فعلوه) وذكر الحديث.
وقد عبر عبد الرحمن بن جبير
عن وقوع هذا الحديث كما أخبر a،
فقال: نعرف أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
نعت هذا الحديث في جزء ابن سهيل السلمي، وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكان إذا
راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيه وفيهم[2].