بل إنه a حدّد مكان خروجهم، وهو من المشرق، فكان
كما قال a، فعن سهل بن حُنيف لما سئل: هل
سمع النبيّ a يذكر الخواج ـ قال: سمعته ـ
وأشار بيده نحو المشرق ـ وقال: (قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم، لا يعدو تراقيهم،
يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية)، وفي رواية عنه عن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال: (يتيه قومٌ قبل المشرق محلّقة
رؤوسهم)[2]
وورد في أحاديث أخرى تحديد
المكان بدقة، ومنها قوله a : (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، فقالوا:
وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا)، فقال
الناس: وفي نجدنا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (الزلازل والفتن هناك: وهناك يطلع قرن الشيطان)[3]
وقد حصل كل ما أخبر عنه a من ذلك في جميع التاريخ الإسلامي، وخاصة
في عصرنا هذا، فالدعوة الوهابية التي انطلقت من نجد تؤيدها المملكة السعودية هي
السبب في أكثر الفتن التي وقعت في العالم الإسلامي في العصر الحديث.
غربة الدين:
ومن مظاهر الفتنة الآخرة ما
أخبر عنه a من عودة الإسلام غريبا كما بدأ، فقد قال
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود
غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء قيل: ومن