وفي حديث آخر عن أبي موسى
الأشعري وهو أحد الحكمين، قال: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يكون في هذه الأمة حكمان ضالان، ضال
من تبعهما)، قال سويد بن غفلة، فقلت: يا أبا موسى أنشدك الله أليس إنما عناك رسول
الله a، فقال: (إنها ستكون فتنة في
أمتي أنت فيها يا أبا موسى نائما خير منك قاعدا وقاعدا خير منك قائما وقائما خير
منك ماشيا)، فخصك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ولم
يعم الناس[2].
الفتنة الآخرة:
قام رجل من الجمع، وقال: لقد
عرفنا الفتنة الأولى، وعلمنا صدق ما أخبر عنه محمد من جرائم أهل الملك العضوض،
فحدثنا عن الفتنة الآخرة، فتنة الملك الجبري.
عبد القادر: تلك فتنة أخطر
وأعظم، وهي ليست فتنة واحدة، بل فتن كثيرة جدا، وردت النصوص الكثيرة بتفاصيلها،
وسأذكر لكم منها ما تعلمون به أن نبوة محمد a لم تقتصر على فترة رسالته، بل هي ممتدة
لكل الأجيال، فكل جيل يجد من التوجيهات الخاصة ما يقيم عليه الحجة.
فقد أخبر a عن كثرة الفتن في زمن الفتنة الآخرة،
فقال: (إن بين يدي
الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، فتن كقطع الدخان، يموت فيها قلب الرجل كما يموت
بدنه، يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أقوام أخلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا)[3]
وفي حديث آخر، قال a: (ستكون فتن يفارق الرجل فيها أخاه
وأباه تطير الفتنة في