responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25

كان في المقعد الأمامي للطائرة شابان يتحدثان بحماسة، وقد ارتفعت أصواتهما، وكل منهما يريد أن يفرض قناعته على أخيه.

قال أحدهما، وهو عبد الحكيم[1]، على حسب ما عرفت بعد ذلك: اسمع.. يا أخي عبد القادر.. إن الذي تقوله خطير جدا.

عبد القادر: لست أرى أي خطورة فيه.. بل لا أرى شيئا يناسب تلك البلاد، ويناسب أهلها والظروف التي يمرون بها إلا هذا.

عبد الحكيم: ولكن ألا تخشى من ثورة الخبراء والعلماء على الإسلام كما ثاروا قبل ذلك على الكنيسة؟

عبد القادر: نحن لا نزعم أن هذه قوانين تنطبق على كل الناس.. هذه أحكام خاصة ارتبطت ببيئة خاصة، وكان قصدها تحقيق أهداف خاصة.

عبد الحكيم: ولكنا يمكن أن نتوسل للإقناع بذلك بأدلة أخرى كثيرة غير هذه.. يمكننا أن نستدل ببلاغة القرآن الكريم.

عبد القادر: هم لا يعرفون العربية، فكيف نقنعهم ببلاغة القرآن الكريم؟

عبد الحكيم: فنقنعهم بعلومه؟

عبد القادر: هم يتخبطون في مستنقعات الجهل التي فرضها عليهم عدوهم، فكيف


[1] الأسماء التي نوردها في العادة في هذه الرسائل وغيرها تكون لها دلالة معنوية خاصة، فعبد الحكيم يشير هنا إلى عالم الحكمة والأسباب والسنن الإلهية التي يسير عليها الكون، وعبد القادر يشير إلى الناحية الثانية المكملة لهذه الناحية، وهي أن قدرة الله لا يحدها شيء، ولا يحكم عليها شيء.

والإشارة فيهما ـ كالإشارة في الرسالة السابقة (معجزات علمية) في شخصية علي وحذيفة.

فعبد القادر في هذه الرسالة يمثل الحديث عن القدرة الإلهية، والخوارق المرتبطة بها، ويمثل في نفس الوقت جمهور المسلمين القائلين بذلك، وعبد الحكيم يمثل عالم الحكمة، وهو يمثل طائفة من الناس ظهرت في هذا العصر تحاول التهرب من المعجزات خشية على تلبس الدين بالخرافة.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست