ومن النبواءت الغيبية المرتبطة
بهذا، إخباره a عن الكثيرة من الأحداث المعاصرة
وقت حدوثها مع كونه كان غائبا عن محل الحدث:
ومن ذلك إخباره a بالشاة التي أخذت بغير اذن أهلها، فعن
جابر أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مر وأصحابه بامرأة، فذبحت لهم
شاة واتخذت لهم طعاما فلما رجع، قالت: يا رسول الله إنا ذبحنا لكم شاة، واتخذنا
لكم طعاما، فادخلوا فكلوا.
فدخل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وأصحابه، وكانوا لا يبدأون حتى يبدأ
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فأخذ النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لقمة، فلم يستطع أن يسيغها، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (هذه ذبحت بغير اذن أهلها)، فقالت
المرأة: يا رسول الله، إنا لا نحتشم من آل معاذ، نأخذ منهم، ويأخذون منا[1].
ومن ذلك ما روي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم زار قوما من الأنصار في دارهم فذبحوا له
شاة، فأخذ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم من
اللحم شيئا ليأكله، فمضغه ساعة لا يسيغه فقال: (ما شأن هذا اللحم؟) قالوا: شاة
لفلان ذبحناها حتى يجئ نرضيه من ثمنها، فقال: (اعطوها الأسارى)[2]
ومن ذلك ما أخبر به a من نزول قوم بالجابية، وأخذ الطاعون
إياهم، ففي الحديث: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (تنزلون
منزلا يقال له الجابية أو الجويبية فيصيبكم فيه داء مثل غدتي الجمل يستشهد الله تعالى
به أنفسكم وزراريكم، ويزكي به أعمالكم)[3]
ومن ذلك إخباره a معاذا بأن ناقته تبرك بالجند، ففي
الحديث: أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يوم بعثه الى اليمن، حمل على
ناقته وقال: (يا معاذ، انطلق، حتى تأتي الجند، فحينما بركت