الزمن لم يصدق هذه النبوءات مطلقا، بل
جاء يكذبها بكل قسوة.
لقد كان نابليون بونابرت من أعظم قواد
الجيوش في عصره، وقد دلت فتوحاته الأولى علي أنه سوف يكون ندا لقيصر، والإسكندر
المقدوني. وترتب علي ذلك أن وجد الغرور منفذه إلي رأس نابليون، فأصبح يتوهم أنه هو
مالك القدر.. وازداد هذا الشعور لديه، حتي إنه ترك مستشاريه، وادعي أنه لم يكتب في
قدره غير الغلبة الكاملة علي من في الأرض، ولكنا جميعا نعرف النهاية التي كتبت له
في لوح القدر.
لقد سار نابليون من باريس يوم 12 من
يونية سنة1815، مع جحفله العظيم ليقضي علي أعدائه وهم في الطريق، ولم تمض غير ستة
أيام حتي ألحق (دوق ولنجتون) شر هزيمة بجيش نابليون الجبار، في (ووترلو) بأراضي
بلجيكا. وكان (الدوق) يقود جنود انجلترا وألمانيا وهولندا. ولما يئس نابليون وأيقن
من مصيره المحتوم فر هاربا من القيادة الفرنسية متوجها إلي أمريكا، ولم يكد يصل
إلي الشاطىء، حتي ألقت شرطة السواحل القبض عليه وأرغمته علي ركوب سفينة تابعة
للبحرية البريطانية، وانتهي به القدر إلي أن أرسل إلي جزيرة غير معمورة بجنوب
الأطلنطي، هي جزيرة (سانت هيلينا)، ومات القائد العسكري في هذه الجزيرة بعد سنوات
طويلة من البؤس والشقاء والوحدة، في 5 مايو سنة1821.
والبيان الشيوعي المعروف الذي صدر سنة
1848، تنبأ بأن أول البلاد التي ستقود الثورة الشيوعية هي (ألمانيا)، ولكن ألمانيا
علي الرغم من مضي مائة وعشرين عاما من هذه النبوءة، لا تزال صفحات تاريخها خالية
من مثل هذه الثورة..
وقد كتب كارل ماركس في مايو سنة 1849
قائلا: (إن الجمهورية الحمراء تبزغ في سماء باريس)، ورغم أنه قد مر علي هذه
النبوءة أكثر من قرن، فإن شمس الجمهورية الحمراء البازغة لم تشرق علي أهالي باريس.
وقد قال أدولف هتلر في خطابه الشهير الذي
ألقاه بميونيخ في 14 مارس 1931: (إنني